عاش بإحدى القرى شيخ كان يعتمد في رزقه على معالجة الناس، وكان يتمتع بحسن السيرة فكان يحب الناس ويحب مساعدتهم، كما كان يقوم بمعالجة الفقراء دون أخذ مقابل منهم. إن الشيخ كان محبوبًا من الناس، وكان يقوم بالذهاب إلى رحلات مع سكان قريته، ويعلمهم كيفية الصيد الذي كان يقوم به لتزويد الأعشاب والمواد الطبية التي يستخدمها في علاج أهل القرية، وفي يوم من الأيام بإحدى ساعات الليل المظلمة.
طرق الباب ووجد رجل تبدو عليه علامات التعب، وقد قام بالتوجه إلى هذا البيت لعله يجد من يساعده فقد أصابه مرض شديد، فقام الشيخ بمساعدته على الدخول.
قام بمعالجته أيضًا وظل هذا الرجل بمنزل الشيخ لمدة ثلاثة أيام، فطلب الغريب من الشيخ عدم إخبار أي شخص عن وجوده بمنزله، وفعل الشيخ ما طلبه منه دون أن يقوم بسؤاله عن سبب ذلك، وباليوم الرابع خرج الغريب من منزل الشيخ قبل إفاقته وذهب.
بحث الشيخ عنه كثيرًا ولم يعثر عليه، ففطن أنه غادر القرية، وفي إحدى الأيام وعندما كان الشيخ وبعض من أهل القرية يقومون برحلة بالبحر إلى بلاد تقع على الجهة المقابلة للقرية. عندما وصلوا إلى منتصف البحر، ورأوا أن الماء يدخل إلى السفينة عبر ثقب صغير، فقرروا العودة ولكن كان هذا صعب فإنهم بعرض البحر والمسافة بعيدة للرجوع إلى قريتهم.
حاول الرجال بالسفينة سد هذا الثقب حتى لا يغرقوا ولكنهم فشلوا بذلك، وأثناء ذلك رأوا سفينة قادمة من بعيد ففرحوا لأنهم وجدوا من ينقذهم ولكنهم فقدوا الأمل عندما عرفوا بأن هذه السفينة عليها قراصنة.
قام رئيس القراصنة بأمر رجاله بأخذ كل ما على السفينة، حتى لاحظ وجود الشيخ بينهم فعرفه على الفور، أنه هو نفس الشيخ الذى قام بمعالجته واستضافته بمنزله.
أوقف رجاله عن نهب السفينة ومساعدتهم على نقل كل ما معهم لسفينته قبل أن تغرق، وبهذه الحالة أصابت الدهشة الجميع على السفينة التي كان يوجد بها الشيخ من فعل رئيس القراصنة.
اقترب القرصان من الشيخ وقام بمعانقته ومساعدة من على السفينة في العبور إلى الضفة الأخرى، ثم أمر رجاله أن يقوموا بعمل إصلاحات للسفينة، ومن هذا الوقت توقف القرصان عن عمل القرصنة نهائيًا، عاش القرصان بعد ذلك مع الشيخ بقريته، وهذا كان بسبب ما فعله الشيخ معه من حسن خلقه ومعاملته له وكرم استضافته .
0 التعليقات:
إرسال تعليق